الخميس، 13 مايو 2010

كــــــوني أٌمـــــي

بين ضجيج الأطفال ولعبهم
اتخذ مقعده الدائمـ
بجانب الشبابيك وخلف المرايا
يرمقهم بعينين تبتسم وقلب يتفطر
لما لا يدعوني العب معهم !
في كل مره تنطلق بها صافرة الحكم السمين
يدب الحماس في قلبه ويتخيل انه ينضم معهم
يشجع هذا ويشجع ذاك
اعتاد ان يصفه الآخرون بالغبي حينما يُفصح عن تشجيعه لكلا الفريقين !
يحس بالجوع والأطفال بدأو يعودون لمنازلهم واحدا تلو الآخر
ليرتاحوا ويتناولوا طعامـ العشاء ويناموا قريرين العين
كم تمنى هذه الحياه السعيده وتخيلها في كل ليله
يتكئ حينها على زاوية المطبخ ينتظر بقايا عشاء العائله
يسأل عائشه : انا وش اسمي علي ولا صبي ؟
تقهقه الفتاة حتى تغوص عينيها بوجنتيها الكبيره : انتي (صبي) لأنك تشتغل عندنا ببلاش وانت( علي) لأن امك الله يرحمها سمتك على ابوها
اللي هَم بعد كان صبي عند جدي
يستيقظ الصباح في سطح المنزل يبحث عن الغيوم
يتخيل ان السماء تمطر
في كل يوم جديد يتخيل السماء تمطر اشياء مختلفه
في أيام رمضان يتخيل السماء تمطر التوت الذي لم يتسنى له ان يتذوقه إلا في غفلة العم صالح وهو منشغلا بتصليح الراديو

سأل عنبر : لماذا لاتدعوني العب معكم صدقني انا قوي
عنبر ساخرا : وكيف اصدق قوتك ؟ امممممم عليك ان تتسلق هذا الجدار وتجلب لنا بيض دجاجات الجده ام مرزوق
علي : ولكن كيف اتسلق الجدار
عنبر يتصنع الاهتمام : بلى تقدر تقدر عليك ان تقفز إلى تلك النافذه ثم تلقي بجسمك على الأعشاش صدقني ستكون حديث الحاره !
علي يتبع التعليمات ويفعل ماقال وعيون الصبيه ترقب المشهد
وسط ضحكات مكتومه ودهشة الموقف
نعم استطاع علي مارفضوا تصديقه استطاع ان يتسلق برشاقه ويلقي بجسمه
كما اشار له القائد عنبر
ماإن وضع يديه على البيضات حتى ابتسم بنشوة الانتصار وهو يرى هتافات التشجيع تحته
حتى فزع من وجه العجوز وهي تبتسم بسن واحد يثير الذعر
وماهي إلا لحظات تبادل مع العجوز النظرات
حتى ألقت به إلى الأرض
بين جروح السقوط ودماء الخيبه
يستمع لضحكاتهم وكلماتهم الساخره تبتعد شيئا فشيئا
تركوه اسير الوحده
اسير التشرد والضياع
محطه لسخريتهم ومتعتهم اللحظيه
فكر ان يرتمي بحضن امرأه يتخيل انها امه
عله يخفف من ألمه
وبالفعل تقدم للمرأه التي تسير متجهه لسوق الخضار
ضم رجليها بقوه
وبكى
حتى انسابت دموعها من هول الدهشه
مابك ياصغيري
رفع عينيه المبتلتين : كوني أٌمي
رفعته الى حضنها وحضنته بكل مااوتيت من حنان

معبره جدا ولكن لم تخبرني انك تهوى كتابة القصص من قبل

ابتسم وتأمل صديقه : لم اكتب سوى هذه.. الا تلاحظ شيئا !
عبدالمجيد يستفهم : ....... علي ؟
علي : نعم انه الرجل الذي يقف امامك
عبدالمجيد : انت..؟ يادكتور علي .. مزحة جديده اليس كذلك ! لاوجه شبه بينك وبين تلك الشخصيه
علي : والخيال .. وكثرة الأسئله .. الم تكن من صفاتي
عبدالمجيد : آآ هل كنت صبيا
علي : نعم وجدي ايضا ههههههههههه ياعبدالمجيد
لاتغرك المظاهر الخداعه
عبدالمجيد يستدرك امرا آخر : والمرأه ؟
علي يتنهد : مابها
عبدالمجيد يحاول قراءة عيني رفيقه : ............
علي : امي هي امي الحاليه
هي التي كٌتب عليها ان لاتنجب هي الأرمله التي اعلنت الوفاء والولاء لحبيبها ورفيق روحها المرأه التي كان حلم طفولتها ان تكون أٌما
عبدالمجيد يمسك برأسه : اتعي ماتقول ! ارجوك لاتكمل اصبتني بالدوار
علي : لاتصاب بشئ وهيا بنا تأخرنا على الموعد
عبدالمجيد : هل لازلت تصر على مقابلته
علي : نعم ومتحمس ايضا
عبدالمجيد يبتسم : لهذا السبب كنت تحب الدار
علي : احب كل شئ يدعوني للمساعده
احب ان ارد شيئا من ماوهبه الله لي
فلولا ماكانت طفولتي تلك لااستبعد ان اكون فاشلا ومتغطرسا كما هو حال
الأغلبيه من فتية الحي
عبدالمجيد : لما لاتتزوج قد تريح نفسك من هذه الواجبات الوهميه
علي : سأنتظرها حتى تكبر ويخلي المركز مسؤوليته منها
عبدالمجيد : عن من تتحدث ؟
علي : زينه التي زينت حياتي بابتسامتها المٌتفائله وبروحها المناضله
اتعلم كانت تتخيل كثيرا كما ُكنت افعل تذكرني بنفسي دائما
حينما منعتها المشرفه من الخروج في الساحه في ساعة متأخره في الليل
اسندت جسمها على السرير واشعلت ماتبقى من شمعات حفلة الأيتامـ الخيريه يوم امس واطفأت الأنوار وتخيلتها النجوم التي تشع في السماء ...
عبدالمجيد :و كيف عرفتها ؟
علي : في احدى محاضراتي التي ألقيتها في فعاليات الجامعه جاءتني سيده تعمل اخصائيه اجتماعيه في دار العجزه دعتني لزيارته وتغيير الجو على الكهول المساكين

تعرفت هناك على عجوز مسكينه شكت لي حالها وابنائها القساه اللذين رموها في دار العجزه والقوا بابنتها التي تبنتها في دار الأيتام ....

ذهبت هناك وتعرفت على زينه
لم تكن تعيسه كما تخيلت
لم تبدي حزنها الذي جلى واضحا على فراق امها
قالت انها تتخيل في كل ليله اليوم الذي يتاح لها الخروج
لتذهب هناك وتعانقها
اتعلم لااعتقد ان هناك من يُقدر تلك اللحظه
كما نقدرها نحن
كما في القسوة الأسى كذلك للحرمان لذة النعمه حينما نتلقفها
عبدالمجيد : اذن هيا ياصاحبي فلنذهب ولنتخيل ان البرفيسور
قاسم سيحقق المعجزه ويقبلك عضوا في لجنة الصفوه !

من رحم الحدث تولد الحكايه

كتبته :/ ملاكــ الـ عـميــريـني

0 التعليقات:

إرسال تعليق