الجمعة، 14 مايو 2010

مقابلة العدد ~

هي انسانة..
يشغل تفكيرها الوصول إلى علم نفس إسلامي
تتجلى فيه هويتنا الإسلامية
ويقترب إلى النفس الإسلامية

تهتم .. بالسلوك الإنساني ..
وتميل إلى دراسات السواء في بحوثها
لــ جمال النظر في الجزء الممتلئ من الكوب..

د/ موضي الدغيثر سعيدين بقبولك مقابلتنا..
البطاقة الشخصية ..
اسمك: موضي بنت محمد بن عبد العزيز الدغيثر
مؤهلك العلمي: دكتوراة
تخصصك: علم النفس التربوي
مرتبتكِـ الوظيفية: أستاذ مساعد

مالا يعلمه الكثيرين أن تخصصك في البكالوريوس خدمة اجتماعية؟
أما علم النفس فكان خيارك في الماجستير والدكتوراه..
ــ حدثينا عن اختيارك للخدمة الأجتماعية وتخصصك في علم النفس ؟
أميل بطبيعتي إلى دراسه الجانب الإنساني ،وكانت رغبتي منذ مرحلة مبكرة في التخصص في علم النفس ،لكن لم يكن هناك قسم لعلم النفس في درجة البكالوريوس ذلك الوقت في جامعه الملك سعود ، وكان أقرب التخصصات الموجودة حينها الدراسات الاجتماعيه ومن هذا المنطلق درست الخدمه الاجتماعية

الآن نرى بعض الطالبات اللاتي يتحيرن في اختيار التخصص وتجدينهنّ ينتقلون من تخصص لآخر..
بماذا توجهينهن؟
ان الصعوبات التي يواجهها الطالب في معرفه إمكانياته وقدراته وعدم وجود الإرشاد الجيد في المدرسة والمنزل يسهم في تذبذب الطا لب في اختيار التخصص
لابد من أن يكون الطالب على وعي بقدراته ، وأن يستشير المقربين حوله ، وأن يكون على وعي بالخيارات الموجودة في الجامعات .
فحالياً.. التخصصات أصبحت موجودة لكن الصعوبة تكمن في القبول فيها ، وعدم معرفة الطلاب رغباتهم.

هل تنصحين أن يكون التخصص في الدراسات العليا مغاير للبكالوريوس ؟
لا أنصح بذلك ، أميل إلى التخصص الدقيق منذ مرحلة البكالوريوس ليكون الباحث أكثر تعمقاً ومرجعيه في تخصصه.
لكن الاختلاف في التخصص قد يعطي الباحث ثراء في مجالات أخرى .

التفكير الابتكاري ،،هو عنوان بحثك في الماجستير ,,
ما أهم التوصيات التي توصلتِ إليها؟
أشار البحث إلى أهمية التحاق الطفل برياض الأطفال ودورها في تنمية التفكير الابتكاري ، كما أشار إلى أهمية الخبرات التي يتعرض لها الطفل في المراحل المبكرة ودورها في الابتكار وأوصى بالعناية بهذا المجال من حيث الاهتمام برياض الأطفال والخبرات المقدمة بها ودورها .

دكتورتي الفاضلة ..
كيف نعرف أن لدى شخص ما موهبة و قدرات لجانب معين..؟
عن طريق تطبيق المقاييس النفسية عليه من قبل الأخصائي وسمات الشخصية المبدعة المعروفة عالميا في الكتب وترشيح الآخرين كالمعلمين.

وكيف نجعل الشخص قادر على اكتشاف موهبته مِن تلقاء نفسه ؟
يكون من خلال ملاحظات الآخرين ، فالفرد عندما يجد نفسه يأتي بفكره لم يأتي بها غيره يكون ذلك مؤشر لموهبته ،فأول مؤشر هو مقارنة الفرد بغيره وملاحظات الآخرين ثم ترشيح المعلمين و الأسرة، وأن يقوم الفرد بـإنتاج متفرد للأفكار يختلف بها عن الآخرين من حيث الطلاقة والمرونة و الأصالة .


تخصصك الدقيق في درجة الدكتوراه علم النفس التربوي حدثينا عن علم النفس التربوي بما يهتم ؟
علم النفس التربوي هو استخدام علم النفس في القضايا التربوية ، ومن فروعه القياس النفسي و الإحصاء ،والتقويم التربوي ،فكل دراسات السواء وقضايا التعليم تدخل ضمن علم النفس التربوي
فهو فرع كبير يندرج تحته عده فروع .

رسالتك في الدكتوراه كانت تبحث في المهارات الاجتماعية من منظور اسلامى وعلاقتها بكل من الذكاء الوجداني، والتحصيل الدراسي، والحالة الاجتماعية، والسن ..
بحثُ مهم لاسيما أنه يهدف لوضع نموذج نظري للمهارات الاجتماعية في مجتمعنا المسلم بحيث يستمد قواعده من اجتهادك في تفسير بعض الإشارات في القران والسنة ..
دكتورتي الفاضلة ..حدثينا عنه وعن أهم نتائجه وتوصياته ..

كانت مرحله الدكتوراه بالنسبة لي مرحله فاصله من حيث الاطلاع على مصادر المعرفة والبحث كما كانت مهمة جدا بالنسبة لي في بلوره الاتجاه الإسلامي والدراسات النفسية من منظور إسلامي ، حاولت فيها أن أضيف جديدا، وأشار البحث إلى غنى المصادر الإسلامية في الجانب السلوكي ووجود كثير من المفاهيم التي تدرس في المهارات الاجتماعية من منظور غربي في المنظور الإسلامي مع الاختلاف من حيث غني الصادر وثرائها وثباتها وكان له صدى جيد ولله الحمد ورشح لنيل جوائز ومن أهم التوصيات العودة إلى المصادر الإسلامية في المعرفة النفسية .


 برأيك ،،أين موقع الدراسات النفسية التراثيه الإسلامية ،بين موضوعات علم النفس الحديث؟
أرى أنها مهملة ،فغالبية الباحثين النفسيين لا يهتمون بها ويرون أنها انتهت ، بالرغم من أن الكثير من الدراسات التراثية أشارت إلى كثير من الدراسات الغربية . فمثلا ..أراء ابن القيم في الخطرات و الأفكار ومقاربتها لأفكار
" ألبرت إيليس " في العلاج العقلاني الانفعالي ، وأراء البلخي ومقاربتها إلى المفاهيم الإرشادية الحديثة .

ما المثير الذي يجعل د/ موضي مهتمة بالتأصيل الإسلامي للسلوك ؟
لاعتقادي ويقيني بوجود فروق ثقافية بين المجتمعات ، وإن هذه الفروق الثقافية أثرت على المعرفة ومنها علم النفس وهذه الشيء يشير إليه المتخصصين النفسيين أنفسهم.
كما أن كون التأصيل الإسلامي ينطلق من مصادر هامة و يقينيه كالقران والسنة وثراء هذه المصادر بالسلوك وغفلة الكثير عن هذا المصدر.
ويقيني الداخلي بأنها يمكن أن تجيب عن كثير من التساؤلات ،
ولكنها تحتاج إلى مُشمِر ومخلص للعمل في هذا المجال. وكذلك لأنه لا بد لكل مسلم أن يسهم في مجال تخصصه في خدمه هذا الدين بقدر ما يستطيع ان الحياة الدنيا هي مزرعة للآخرة
كل هذا جعلني من المهتمين بالتأصيل الإسلامي.

من خلال تدريسك لعلم النفس المعرفي ..
هناك الكثير من محبين القراءة الحريصين عليها ولكن يعانون من نسيان ما يقرؤن في فترة قصيرة ..
هل مِن نصيحة توجه لهمـ لتقوية الذآكرهـ والتغلب على النسيان ؟
موضوع الذاكرة يختلف بحسب الاتجاهات التي تناولته ..
فمثلا..النظريات المعرفية ركزت على تنظيم المعلومات كوسيلة لحفظها إما عن طريق الاختصار أو ربطها بمعاني تشابهها أو ربطها بمعاني أو صور أو أماكن .
وأيضا تعتمد على فهم المعلومة كوسيلة من وسائل الحفظ .
أما النظريات السلوكية فركزت على التكرار كوسيلة للحفظ والابتعاد عن النسيان .
أما الاتجاهات الإسلامية فحثت على الاستعانة بالله والتقوى وأثرها في التعلم والحفظ كقوله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله )سورة البقرة .
في حين أن أخصائيي التغذية اهتموا بدور الغذاء في عملية الحفظ والتعلم .
فلا يوجد اتجاه واحد نعتمد عليه ،فهناك عدة متغيرات توثر في الذاكرة فهي عبارة عن منظومة.لذلك لا يمكن وضع إجابة واحدة ولكن حسب نوع المعلومات التي ستحفظ ، وعلى حسب قدرات الشخص ، وحسب الوقت المستخدم ، ويختلف الحفظ حسب الهدف منه ،هل هو للتعلم الذاتي أو للتقديم في الاختبار ، وكذلك النسيان فقد يكون بسبب تراكم المعلومات وعدم ترتيبها ،أو سوء الطريقة المستخدمة في الحفظ،
فلكل نقطة منظور آخر.

مِن واقع خبرتكِ و الفترة التي قضيتيها في الجامعة، كيف تقيّمين لنا "جامعة الملك سعُود"، وضعها العلمي ومستواها العام؟
لا شك أن الجامعة قفزت قفزات رائعه من بداية تعييني بها وحتى الآن ومرت بمراحل تطوير وتجديد متميزة جعلتها تتبوأ مكانه متميزة بين الجامعات وكان لكل فرد يعمل فيها أو إدارتها بصمته الواضحة .
والجامعة لديها الآن خطة استراتيجيه طموحة تسعى إلى تحقيقها في كل مجال .
لكنها قد تواجه بعض العقبات في سعيها للتطوير كمقاومة التغيير وعدم استجابة بعض أعضاء هيئة التدريس أو الإدارات أو عدم تواجد بعض الموارد المالية في بعض الأقسام أو الكليات ولكن الخطط طموحه لتجاوز هذه العقبات من خلال استحداث وكالا ت للتطوير و الجودة وتوفير أوقاف دائمة للجامعة و برامج الشراكة وكراسي البحث واستخدام التقنية والتعلم الالكتروني وغيرها من المشاريع الطموحة .
وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة .واحنا بديناها..

وما اقتراحاتك من أجل التجديد والتطوير ؟
هناك لجان ووكالات متخصصة في ذلك وهم أكثر مني خبرة في مجال التطوير.
لكن ما يهمني كانسان لا ينسى فضل هذه الجامعة عليه بعد الله أن لا تنسى الجامعة في ظل السباق للعالمية الهوية الإسلامية والحفاظ عليها

مـا أهم الكتب التي تقرأينها ، ومـا أقربهـآ إلى نفسك ؟
أنا قارئة في كل المجالات، العقائد ،و علم النفس ، والأدب ، والسياسة ، والاقتصاد .
وما يحدد ما أقرأ الوقت ، ونوعية الكتاب . ولا ألتزم بكاتب معين ،وأطلع على كُــتّاب من جميع الاتجاهات والتخصصات .
لكني أداوم على كتب في التخصص لنمو المهنة 
.
 ماذا أضاف علم النفس إلى حياتك بشكل عام ؟ وأين
تريدين لعلم النفس أن يصل ؟
لا شك أنه أضاف لي الكثير من المعارف التي استفدت منها في حياتي وتعليمي وممارستي للمهنة ،لكن ما أرنو إليه هو قيام علم نفس إسلامي يحمل الوجهة الإسلامية.

 كيف كانت استراتيجياتك لتتغلبين على الصعوبات التي تواجهك ؟
أولا..الاستعانة بالله والتوكل عليه ثم التخطيط في وضع الأولويات في كل مرحله ووضع جداول زمنية للعمل
،ومتابعة العمل من حيث تحقيقه للأهداف المطلوبة.
و الاقتناع بأن الصعوبات لابد أن يواجهها الإنسان في كل اتجاه كما قال تعالى:(خُـلق الإنسان في كبد)
وأيضا الاقتناع بأن الصعوبات تزيد الإنسان قوة..

ما المنهج التي تسير عليه د/موضي في حياتها؟
أحاول أن أضع هذه الآية الكريمة كمنهج وأتمنى أن أطبقها
((وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ اليك))

ما الشخصيات التي أثرت في د/ موضي وتعدها قدوة لها ؟
طبعاً قدوتي الأولى هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .ثم ومن كان له بصمه في حياتي
والدي الشيخ محمد بن عبد العزيز الدغيثر.

 رسالة توجهينها لكل طالبه تطمح لحذو حذوك و إكمال الدراسة حتى الدكتوراه ؟
لابد من أن تحدد الطالبة أهدافها، وأن تشمل هذه الأهداف الحياة الدنيوية والأخروية ،وأن تعمل على تحقيق هذه الأهداف عن طريق المثابرة ومقاومة الصعوبات والصبر عليها. والتخطيط لها.
واليقين بالوصول إلى النهاية في يوم ما..

*هل من كلمة أخيرة تودين قولها؟
أود أن أوجه كلمه شكر لكل من أحسن إليّ في تعليمي أو تدريبي أو في حياتي وكلمه شكر لكل طالبه أحسنت الظن بي ، وشاركتني في رحله التعلم وعشنا معا لحظات قد تكون ممتعه أو عصيبة و أقول لجميع بنياتي وطالباتي ... دعائي لكنّ بالغيب دوما كما اذكر نفسي وبنياتي وطالباتي دوما بان تكون دنيانا مزرعة للآخرة
وختاما أشكرك أنت سالي جزيل الشكر و لك مني خالص الدعاء ..

شكرا لقبولك دعوتنا ..
وشكراً دكتورتي الفاضلة على الوقت الذي خصصته للمقابلة ..
أتمنى أن لا تكون أسألتنا قد أثقلت عليك..

أجرت المقابلة : سالي باطرفي ..

0 التعليقات:

إرسال تعليق